عاد هاني أبو ريدة، أحد أبرز الشخصيات في عالم كرة القدم المصرية، إلى الأضواء بعد الحديث عن إمكانية توليه رئاسة اتحاد الكرة مجددًا. ومع هذه العودة المنتظرة، هناك العديد من الملفات الثقيلة التي تنتظره على الطاولة، والتي ستحدد مدى قدرته على إعادة الهيبة لكرة القدم المصرية وتحقيق تطلعات الجماهير.
1. تطوير الدوري المحلي: تحسين المستوى والبث
أحد أبرز الملفات هو إعادة تنظيم الدوري المصري الممتاز، سواء من حيث جودة المسابقة أو نظام البث والتسويق. يعاني الدوري منذ سنوات من مشاكل عديدة، أبرزها ضعف الحضور الجماهيري، سوء جودة الملاعب، وأزمة حقوق البث التي لم تحقق العائد المالي المناسب للأندية.
على هاني أبو ريدة أن يعمل على وضع استراتيجية لتطوير الدوري، تشمل تحسين البنية التحتية للملاعب، رفع مستوى الحكام، وزيادة التنافسية بين الفرق. كما أن جذب الاستثمارات وبيع حقوق البث بطريقة احترافية قد يكون الحل لزيادة الموارد المالية للأندية.
2. ملف المنتخبات الوطنية: الحلم القاري والعالمي
المنتخبات الوطنية، من الناشئين وحتى الفريق الأول، بحاجة إلى خطة شاملة تعيد بناء منظومة المواهب وتطويرها. المنتخب الأول يواجه تحديات كبيرة في طريق التأهل للبطولات القارية والعالمية، بينما المنتخبات الأخرى تعاني من قلة الاهتمام وضعف الإعداد.
هنا يبرز دور أبو ريدة في وضع خطة طويلة الأمد لتطوير الكرة المصرية على مستوى القواعد، بما يشمل دعم الأكاديميات وتنظيم دورات تدريبية للمدربين، فضلًا عن تحسين الاستعداد الفني والبدني للاعبين.
3. حقوق الأندية: تحقيق العدالة بين الجميع
الأندية المصرية، خصوصًا الجماهيرية مثل الأهلي والزمالك، تعاني أحيانًا من عدم العدالة في القرارات الإدارية والتنظيمية. سواء كانت مشكلة قيد اللاعبين، توزيع عائدات البث، أو تنظيم المسابقات المحلية، دائمًا ما توجد اتهامات بانحياز اتحاد الكرة لصالح طرف دون آخر.
يتعين على أبو ريدة ضمان المساواة بين جميع الأندية، والعمل على حل النزاعات بشكل احترافي وشفاف. العدالة هي المفتاح لإعادة الثقة بين اتحاد الكرة والأندية والجماهير.
4. عودة الجماهير: الحلم الأكبر
الجماهير هي روح كرة القدم، لكن حضورهم في الملاعب المصرية أصبح محدودًا بسبب المشاكل الأمنية والتنظيمية. عودة الجماهير بشكل كامل إلى المدرجات تتطلب تعاونًا بين اتحاد الكرة والجهات الأمنية، مع توفير الضمانات لسلامتهم وتنظيم دخولهم وخروجهم بسلاسة.
أبو ريدة لديه فرصة لإحياء هذا الحلم من خلال وضع آليات متطورة مثل نظام التذاكر الإلكترونية، وزيادة عدد الملاعب المؤهلة لاستقبال الجماهير، مع تنظيم حملات توعية لتثقيف الجماهير بأهمية الالتزام.
الخاتمة
هاني أبو ريدة ليس غريبًا عن التحديات، فقد مر بمواقف أصعب خلال مسيرته الطويلة في كرة القدم. لكن عودته إلى رئاسة اتحاد الكرة لن تكون سهلة، خاصة مع تطلعات الجماهير ورغبتها في رؤية كرة القدم المصرية تعود إلى مكانتها الطبيعية.
إذا نجح أبو ريدة في التعامل مع هذه الملفات بجدية وحرفية، فقد يكون الرجل المناسب لقيادة الكرة المصرية نحو مرحلة جديدة مليئة بالإنجازات. الجماهير تنتظر بفارغ الصبر النتائج، والوقت فقط هو من سيحدد إن كان أبو ريدة سيحقق المطلوب أم لا.